إعداد : محمد عطية
قال الله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ )
وقال رسول الله “إِنَّ النَّظْرَةَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، مَنْ تَرَكَهَا من مَخَافَتِي أَبْدَلْتُهُ إِيمَانًا يَجِدُ حَلاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ”
إعلموا أن
” إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ”
فهو يزين للعبد النظرة الحرام وبعد أن يقع العبد فى النظرة الحرام ….ما هي إلا لحظات …. حتى يسرى السم إلى الجوراح ، فتصير جوارح “يتكلم اللسان وتسعى القدم وينتفض جميع الجسد ” وتدور العجلة :
نظــــــرة … فابتســــــامة .. فســــــــلام …
فكـــــــلام … فموعــــــــــد … فلقـــــــاء …
يا مطلق النظر .
النظرة تعمل في القلوب ما لا تعمله السيوف في الأجساد ، ونظران لا يجتمعان : من غض طرفه اليوم عن المرأة التى خلقت من الطين أطلقه غدا في الحور العين .. ومن أطلقه اليوم حرمه غدا ،،،، فاختر لنفسك وقدم ، ان شئت المهر الذي سبق ،، وأرشدك إليه أبو الدرداء فقال : ” من غض بصره عن الحرام زوج من الحور العين حيث أحب ”
قال تعالى ” اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانو يكسبون ”
ولأن الشهوات إستعرت والعورات إنكشفت وتجارة الجسد راجت والحرام أطل برأسه والحياء صار سلعة نادرة
وطريق الحرام بات ممهداً ووضعت العراقيل في طريق الحلال فإليكم بعض
الوسائل المعينة على غض البصر فمنها:
1- استحضار اطلاع الله عليك ومراقبة الله لك فإنه يراك وهو محيط بك فقد تكون نظرة خائنة لا يعلمها غيرك، لكن الله يعلمها (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر:
2- أن تعلم أن كل نعمة عندك هي من الله –تعالى-، وهي تحتاج منك إلى شكر فنعمة البصر من شكرها حفظها عما حرم الله، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ) [النحل : 53].
3- مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر والصبر على ذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستعن يعنه الله، ومن يتصبر يصبره الله” (رواه البخاري).
4- العلم بأن جزاء غض البصر هو الجنة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة؛ اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وغضوا أبصاركم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم”
5- اجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها فتنة النظر، كالأسواق وأرصفة الطرقات، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجلوس في الطرقات إلا بأداء حقها، وقال عن حق الطريق: “غض البصر، وكف الأذى”
6- الإكثار من نوافل العبادات؛ لأن الإكثار منها مع المحافظة على الفرائض سبب في حفظ جوارح العبد، قال الله تعالى: “وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه”
7- صحبة الأخيار؛ فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين، “والمرء على دين خليله”؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم-، والصاحب ساحب.